دول عربية وإسلامية وأوروبية تدعو في مدريد إلى تجسيد حل الدولتين
- باعتباره السبيل الوحيد لضمان السلام العادل بالشرق الأوسط
- وزير الخارجية الإسباني: نريد دولة فلسطينية ذات سيادة وحدود معترف بها تشمل الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية
- التقدم الذي حصل على صعيد الاعتراف بدولة فلسطين وانضمامها إلى الأمم المتحدة مهمًا لكنه غير كاف
اتفقت دول عربية وإسلامية وأوروبية اليوم الجمعة على أن تطبيق حل الدولتين هو “السبيل الوحيد” لضمان السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط والتعايش “بسلام وأمن” بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك الإعلان في ظهور لوزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أمام الصحفيين بمقر وزارة الخارجية في العاصمة (مدريد) في ختام (اجتماع مدريد: من أجل تطبيق حل الدولتين) يرافقه وزراء مجموعة الاتصال المشكلة من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وممثلون أوروبيون بحضور الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل.
وضم الاجتماع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره المصري الدكتور بدر عبد العاطي ورئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى.
كما شارك في الاجتماع وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد الخليفي ووكيل وزارة الخارجية البحرينية للشؤون السياسية الشيخ عبدالله بن أحمد إلى جانب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيريه النرويجي إسبن بارث إيدي والسلوفينية تانيا فاجون والمدير السياسي في وزارة الخارجية الإيرلندية جيرار كيون.
وقال ألباريس إن الدول المشاركة في الاجتماع تريد دولة فلسطينية ذات سيادة وحدود معترفا بها تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبر أن التقدم الذي حصل على صعيد الاعتراف بدولة فلسطين “جيد ولكن غير كاف” وأن انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة “مهم ولكن غير كاف” لإنهاء الحرب.
وشدد في هذا السياق على الحاجة إلى “عمل حازم من المجتمع الدولي ضد أولئك الذين يحاولون من جهة أو أخرى تفجير وتقويض مساعي تجسيد حل الدولتين وتوسيع نطاق العنف” فيما حث المجتمع الدولي على الالتزام بالقانون الدولي وبقرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والعمل لإيقاف إطلاق النار وتحقيق السلام.
وأوضح ألباريس أن المشاركين في اجتماع مدريد يوحدهم هدف مشترك ويريدون إيصال صوت موحد أوروبي وعربي وإسلامي لتطبيق حل الدولتين كما أنهم يدعمون جميعا جهود قطر ومصر والولايات المتحدة لإيقاف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى والدخول المكثف والفوري للمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأضاف أن المشاركين يسعون إلى دفع الجهود لإيقاف الحرب في غزة ووضع حد لإنهاء دوامة العنف وتفادي وقوع المزيد من الفظائع مشيرا إلى الحاجة إلى بدء مرحلة جديدة تمنح السلام والاستقرار للفلسطينيين ولمنطقة الشرق الأوسط.
وقال ألباريس إن “الحرب يجب أن تتوقف ولا داعي للذرائع لتمديد معاناة ملايين المدنيين الأبرياء” لافتا إلى أن الدول المشاركة في الاجتماع بمدريد ستعمل معا من أجل إعادة السلطة الوطنية الفلسطينية في القطاع ودعم شرعتيها بعد انتهاء الحرب مؤكدا أن تلك المرحلة ستكون مليئة بالتحديات وبالحاجة إلى دعم أكبر.
وشدد على أن “الحكومة الفلسطينية هي عنصر فاعل وأساسي في غزة وستبقى كذلك في السنوات المقبلة” مشيرا إلى أنه سيكون لها “دور فاعل ومهم” لتحقيق الاستقرار في غزة والمساعدة على إقامة الدولة الفلسطينية التي تطمح إليها الدول العربية والإسلامية والأوروبية.
ولفت إلى أن الاجتماع يساهم في دعم التنسيق بين الدول المشاركة استعدادا للاجتماعات التي ستعقد في الفترة المقبلة وكذلك على صعيد الاجتماع الوزاري في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة في (نيويورك) بنهاية الشهر الجاري.
وأكد ألباريس أن الأطراف المجتمعة في (مدريد) اليوم ستواصل العمل وبذل الجهود لتجسيد حل الدولتين وإكمال المسار المتفق عليه لتحقيق السلام والأمن في المنطقة.
ومن المقرر أن يعقد ألباريس اجتماعات ثنائية مع عدد من نظرائه في وقت لاحق اليوم لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعميق العلاقات الثنائية وتعزيز الجهود المشتركة لتطبيق الالتزامات بشأن القضية الفلسطينية.
وهذا هو الاجتماع الثاني الذي تستضيفه إسبانيا بعد اجتماع انعقد في 29 مايو الماضي عندما استقبل ألباريس عددا من أعضاء مجموعة الاتصال العربية – الإسلامية بعد يوم واحد من اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية المستقلة بالتزامن مع النرويج وإيرلندا وقبل ثلاثة أيام من منح سفارة فلسطين في (مدريد) جميع الامتيازات والحصانات الدبلوماسية والقنصلية.